مقدمة تعريفية
عرض توثيقى
عرض توثيقى
تاريخ الحناء
عرفت لدى كثير من الشعوب منذ عهود غابرة ، فقد ذكرت دراسات أن المرويين و الفراعنة استعملوا مسحوق أوراقه في تحنيط جثث الموتى خشية تعفنها، كما استعملوا عجينتها لعلاج المصابين بالصداع ، كما استعملوا عجينتها أيضاً لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج القروح، فقد وجد العديد من المومياء مخضبة بالحناء، كما اتخذوا من أزهارها صناعة العطور.
ونجد في الموسوعة العربية الميسرة أن موطنها الأصلي بلاد فارس وقد نقلها قدماء المصريين إلى أفريقيا، ومن ثم إلى أوربا. وذكر أن رمسيس الأول-فرعون مصر- أرسل بعثة إلى آسيا للبحث عن بعض الأعشاب للتداوي فكان أن أحضرت معها نبتة الحناء.
واستعمل العبرانيون أزهاره المعروفة بطيب رائحتها بوضعها في ملابس العروسين، .
وأما أوراقها فقد ذكر أن الهنود كانوا يستعملونها دواء لأمراض الجلد، وذكر لها أطباء العرب العديد من المنافع في التداوي. واستخدمتها نساء المشرق عموماً لمعالجة تساقط الشعر، واستعملنها لتزيين العروس، وخاصة في دول الخليج والسودان والمغرب العربي ، تعبيراً عن البهجة والفرح.
ويقال أن عبد المطلب (جد النبيصلى الله عليه عليه وسلم) أول من خضب بالحناء في مكة، وكان رجلً من حمير قد خضبه به وانتشر بعد ذلك بين أهل مكة، وأصبح له نوع من القدسية بعد ذلك عند كثير من الشعوب فصاروا يخضبون بها الشعر والأيدي والأقدام ويفرشون به القبور تحت جثث موتاهم.
و تدخل اليوم في صناعة صبغات الشعر في الدول الأوربية وأمريكا، إذ أنها لا تضر بالشعر، بل على العكس تقويه وتغذي الفروة، وهذا مهم جداً لأن صباغات الشعر الكيماوية كثيراً ما تؤدي إلى أمراض جلدية، التهابية أو تحسسية، . كما تتجه الأنظار اليوم إلى نبتة الحناء لاستعمالها في صناعة المواد الملونة(وخاصة لصبغ المنسوجات) لسهولة استخراج العناصر الملونة منها ولأنها تمتاز بألوانها الجميلة ذات المقاومة الأكيدة لعوامل التلف، كما أصبحت تدخل في الوقت الحاضر على نطاق واسع في صناعة العطور ودباغة الجلود.
الحناء في الهدي النبوي
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنأحسنماغيرتمبهالشيب، الحناءوالكتم»رواه أصحاب السنن والترمذي وقال حديث صحيح ، والكتم نبات يزرع في اليمن ويصبغ الشعر بلون أسود إلى الحمرة.
وعن سلمى أم رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ماشكاإليهأحدوجعاًفيرأسهإلاقالاحتجم، ولاشكاإليهوجعاًفيرجليهإلاقالاختضبهما»(أي بالحناء) رواه البخاري في تاريخه وابن ماجه وأبو داوود وقال الأرناؤوط (حديث حسن )
وعن سلمى أيضاً رضي الله عنها قالت: « كانلايصيبرسولاللهصلى الله عليه وسلمقرحةولاشوكةإلاوضععليهاالحناء»رواه الترمذي بإسناد حسن وقال الهيثمي: رجاله ثقات (6).
وفي رواية له أيضاً: «ماكاننالرسولاللهصلى الله عليه وسلمقرحةولانكبةإلاوضععليهاالحناء»حديث حسن (الأرناؤوط).
الحناء في كتب التراث:
قال ابن قيم الجوزية (المتوفى عام 751 ه) عن الحناء(7):
ومن منافعها أنها محلل نافع من حرق النار وفيها قوة موافقة للعصب إذا ضمد بها، وينفع إذا مُضغت من قروح الفم والسلاق العارض فيه، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان، والضماد بها ينفع من الأورام الحارة الملهبة.
ومن خواصها أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء: فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيه شئ منه. وإذا جعل نورها بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها، وإذا نقع ورقها في ماء عذب يغمرها، ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوماً فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة.والحناء إذا ألزمت بها الأظفار معجوناً حسنها ونفعها، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهى تنبت الشعر وتقويه وتحسنه وتقوي الرأس، وتنفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن / ا ه.
وقالالذهبيفي «الطب النبوي»: وخضابه يحمّر الشعر ويحسنه وينفع من تقصف الأظافر.
وذكرداودالأنطاكيفي تذكرته أن مسحوقها عظيم النفع لعلاج البثور، وماؤها مفيد في إدرار البول وتفتيت الحصى ويذهب اليرقان ويقطع النزلات والصداع ولإسقاط الأجنة.
وذكر الدكتور الزيتوني أن تخضيب الجلد به يلون البول مما يدل على امتصاصه الجلدي.
نبتة الحناء
الحناء Hennaويدعى أيضاً الحنة Lowsaniaنبات شجيري من الفصيلة الحنائية Lythracees ، حولي أو معمر يصل طولها إلى3 أمتار أو أكثر.
يمكث بالأرض ثلاث سنوات، وقد يمتد إلى عشر سنوات أو أكثر وتتميز نبتة ابأن كل جزء منها له فوائد ذات أهمية قصوى الجذر وتدي متعمق في الأرض.
والشجيرة مستديمة الخضرة غزيرة التفريع القائم ذي اللون الأحمر وفروعها طويلة ورفيعة.
الأوراق بسيطة بيضاوية الشكل طولها 2 ــ 5 سم، متقابلة الوضع، جلدية الملمس، لونها أخضر محمر إلى أبيض مصفر. الثمار كبسولية كروية الشكل، قطرها 0.5 1 سم بلون بني فاتح، تحتوي العديد من البذور مثلثة الشكل، هرمية، صغيرة الحجم ، لونها بني إلى أسود.
أزهار جميلة تخرج في شكل عنقودي، رائحتها ذكية مميزة تنتشر إلى مسافات بعيدة، تدعى «تمر حنة» ومن حيث اللون فإن لنبتة صنفين يختلفان في لون الزهر ، صنف ذو أزهار بيضاء Albaوصنف ذو أزهار حمراء بنفسجية Miniata ومن حيث الأداء ذكروا لها نوعين: حمراء وسوداء والغالب في صبغ الشعر مزج النوعين معاً.
تحتاج في زراعتها إلى بيئة حارة وموطنها الرئيسي جنوب غربي آسيا وينمو بكثافة في المناطق الاستوائية الأفريقية ، كما انتشرت زراعته في بلدان الحوض الأبيض المتوسط ، وتعتبر السودان والهند والباكستان والصين أهم البلاد المنتجة للحناء.
الحصاد:عندما يصل نباتها إلى مرحلة النضج يتم قطع النبات من ارتفاع 20 سم عن سطح الأرض، ثم تجفف الأوراق والفروع الخضر في الظل أو في المجففات الآلية ثم تنقى من الشوائب ، وتسحق لتحويلها إلى مسحوق ناعم بواسطة طواحين خاصة.
ومسحوقها هذا يتميز بلون جميل كستنائي مشوب بالحمرة وبالرائحة الذكية النفاذة.
و يوجد للحناء أصناف كثيرة منها
1- الحناءالبلدي:وهى أغنى أنواع بالمواد الملونة ، ساقه أسمر والفروع فيه غير شائكة ، الأوراق متوسطة الحجم ، غنية بالمواد الملونة الحمراء، والأزهار لها رائحة خفيفة.
2- الحناءالشامي:يشبه النوع السابق لكن أوراقه أكبر حجماً وأزهاره أخف رائحة.
3-الحناءالبغدادي:ويمتاز بأوراقه الداكنة وأزهاره العطرية ، كما أن أوراقه غنية بالمواد القابضة.
4- الحناءالشائك: وأوراقه أصغر حجماً من بقية الأصناف لكن أزهاره أكثر عطراً.
العناصر الفعالة في نبتة الحناء
تستعمل من أوراقه وأزهاره حيث تحتوي الأوراق على غليكوزيدات مختلفة أهمها اللاوزون، وجزيئها الكيماوي من نوع 2 هدروكسي 1 4 نفتوكينون. وهي المادة المسؤولة عن التأثير البيولوجي الطبي وعن الصبغة واللون الخاص به، وهي بلورات برتقالية اللون تذوب في الماء كما تحتوي على مواد راتنجية Resineوأخرى عفصية من نوع خاص يعرف باسم «عفص الحناء» Henna tannin كما تحتوي على مواد دسمة والمانيتول. وكل هذه المواد مفيدة جداً وتدخل في صناعة الأدوية ومواد التجميل.
أما الأزهار فتحتوي على زيت طيار عطري له رائحة قوية وذكيةوتعتبر
همية الحناء في العالم المعاصر
تستعمل نباتات الحناء في الوقت الحاضر على نطاق واسع. فهى تدخل في صناعة صبغات الشعر ودبغ الجلود وتلوين المنسوجات، كما تدخل في صناعة بعض الأدوية الملطفة للالتهابات الجلدية وفي معالجة بعض أنواع الحروق والأمراض الفطرية التي تصيب الجلد.
وتدخل الحناء في صناعة أنواع من الشامبو لها فائدتها في معالجة تساقط الشعر وتقصفه وفي التهاب فروة الرأس، كما يفيد في معالجة الإسهال الحاد إذا ما تم إضافة بعض النعناع إليه، كما يستخلص منها زيت عطري يدخل في صناعة العطور وعمل عجينة الرسم والنقوش.